رسم المنظور
من الصعب أحيانا التعرف على مشروع ما من خلال المساقط* و الواجهــــات** فقط. فعند رسم المنظور و بنسب الصحيـــحة سيظهر الشـــــــــكل الحقيقي للمشروع والذي يبيّن واجهتين متجاورتين بصورة تشبه تلك التي نرى بها الأشياء حولنا. لذا فالمنظور ذو أهمية كبرى بالنّسبة للفنانين و المعماريين و المهندسين ***والمصمّمين
هناك عدة طرق لرسم المنــظور، و لكل طريقة مساوئها و محاسنــها. وإضافة لأهمية تعلم المنظور و قوانينه هناك أهمية لتعلـــم رسم الأشجارو المزروعات و الماء و الصخــور و وسائل المواصلات و المفروشــــات و رسم الأشخـــاص. و يتعين لهذا الغــرض تعلــم الرسومات الرمــزية**** - لأن نقل الأشكال بتفاصيلها غير نافع؛ على الطالب إذاً اكتساب الخبرة و المهارة عبر التمــرين المستمر لإيجاد التعبير الرمزي عنها و بأسلوبه الخاص
*المساقط = projections
**الواجهــــات = élévations
***المصمّمين = Designers
**** الرسومات الرمــزية = Dessins stylisés, croquis
رسم المنظور
المنظور موجود في كل شيء نبصره في حياتنا اليومية، فهو الذي يعطينا الإحساس بالبعد و الحجم. من الأمثلة الجيّدة تقارب خطوط الطريق عند الأفق (السكك الحديدية، أسلاك الكهرباء،...الخ). ما تراه العين في هذه الحالة بعيد عن الواقع و الحقيقة، فالخطوط المتوازية تبدو و كأنها تتلاقى في نقطة معيّنة أو أكثر بينما كلنا يعرف أن الخطوط المتوازية لا تتلاقى أبداً. (ومن ثمّ الإشكال : تُرى ما هي الحقيقة، أ هو ما نراه فعلا أم تصوّر الأشياء و إسقاطها في عقولنا؟) للرجوع إلى موضوعنا نقول أن نقطة تلاقي الخطوط المتوازية في الإسقاط المنظوري تسمى "نقطة التلاشي"* و هي دائما تقع على خط مستوى النظر** (خط الأفق***) و هو خط غير ثابت كونه يرتفع و ينخفض بارتفاع و انخفاض عين المشاهد أو عدسة الكاميرا.
عبر المنظور تبدو الأشكال القريبة أكبر من تلك البعيدة رغم أنها من حجم واحد كما أن تفاصيل الشكل القريب تكون أكثر وضوحاً من ذاك البعيد. كذلك بالنسبة للألوان
إن النقاط و الفقرات التالية لن تكون كافية، و إنما تعطي فكرة عامة عن الأسس المستعملة في رسم المنظور الداخلي و الخارجي ويبقى التمرين المستمر و المهارة مع الخبرة هي الأساس إضافة إلى الإطّلاع الواسع على طرق الرسم و رسم الظلال و الأجسام المعقدة أو المائلة، إضافة إلى منظور الانعكاسات ...الخ. مادة الهندسة الوصفية كفيلة بأن تلقّن الطّالب ما يلزمه من المعلومات النظرية للتحكم الجيّد في رسم المنظور.
*نقطة التلاشي= Point de fuite
**مستوى النظر= Plan de vision
***خط الأفق= Ligne d’horizon
فيما يلي سنعرض طريقة من أحد طرق رسم المنظور كما سنعرض عدداً من الأمثلة
كيف تعالج رسوم الأبنية؟
يتصدر المنظور قائمة المشاكل التي يتلقّاها الرسّام المبتدئ و التي عليه أن يواجهها و يحلّها، لإدخـال الشــكل المراد رسمه في المنظور بصورة مضبوطة. فالمنظور هام جداً لإيضاح و رسم البعد و الفراغ خاصة في رسم الأبنية
الرسّام المبتدئ يميل دون وعي منه إلى أخذ منظور جوي للموضوع، أي أنه دائماً يختار نقطة الرؤية* من الأعلى، فيبدو و كأنّه ينظر إلى ملعب كرة القدم من المدرجات وليس من أرضية الملعب أو ينظر إلى البحيرة من قمة الجبل و ليس من شاطئها، لهذا بات حتماً فهم و دراسة قوانين المنظور لتفادي الأخطاء...في البداية حاول أن تعرف أن يقع مستوى نظرك (خط الأفق) ثم حاول أن تطابق هذا المستوى مع خط الأفق (خط أفق البحر مثلاً). ستجد أنّ في هذا الخط تلتقي كل أشعة الخطوط المتوازية للموضوع المراد رسمه أمامك. نقاط التلاشي في هذه الحالة (منظر خارجي) ستكون متعدّدة بتعدّد اتجاه الأبنية المختلفة و لكن كلّها تقع على خط أفقي واحد و هو خط الأفق. موقع هذا الخط مسألة هامة لذا وجب على الرسام أن يغيّر موقعه أفقياً أو عمودياً بصدد اختيار جيد لرسم الموضوع و البداية دائماً تكون بتحديد الشكل الخارجي للأبنية (الحدود الأساسية) وبعد معاينتها ينطلق الرسام إلى رسم التفاصيل – من التفاصيل الأساسية الهامة إلى التفاصيل الثانوية و الصغيرة—...هنا وجب التحذير من أنّ رسم كل التفاصيل و بنفس الدّقة قد يؤدي إلى ضياع الموضوع الأساسي
*نقطة الرؤية = Point de vue
**الموضوع = Objet
رسم المنظور بنقطتي تلاشي
الطريقة التي سنفسّرها هي الأكثر استعمالاً، و تسمّى طريقة نقطتي التلاشي، و هي تستعمل لرسم المنظور الخارجي للبناء. ولاستخدامها يُنصح إتباع الخطوات التالية :
نزّل الوثيقة المرفقة بهذا النص حتى تفهمه جيدا َ
01.
أُرسم المساقط و الواجهات بعد اختيار المقياس المناسب، و في هذه الحالة تكون الزوايا قائمة الشَّكل
02.
اختر النقطة التي من خلالها ترى الشكل. هذه النقطة هي عين النّاظر
(P) و أُشيرَ إليها بحرف
اختيارها يتطلب خبرة و مهارة، لكن رغم هذا فقليل من التصور يساعد المبتدئ لتعيين الوضعية المُثلى لهذه النقطة بشَكل تقريبي
03.
(P) ضع المسقط و النقطة
بحيث تكونان على خط شاقولي (عمودي). الخط هذا هو الخط المتوسط للنّظر، و تحقق بعدئذٍ أن الشكل الموجود يقع ضمن الزاوية 60° وأي جزء يقع خارج ذلك المخروط يكون قابلاً للتشويه
(Cône de vision)
04.
اختر نقطة تقع على الخط المتوسط للنّظر، و اُرسم من هذه النقطة مستوى الصورة عمودي على الخط المتوسط السّابق الذِّكر. هذا المستوي هو مستوي عمودي
خيالي وعليه ينشأُ المنظور
(Ligne auxiliaire)
05.
،(P) اُرسم خطوطاًَ توازي أطراف الشكل بدءًا من النقطة
و نقطة أو نقاط تلاقي هذه الخطوط مع مستوي الصورة ستكون نقاط التلاشي المطلوبة
PF2 ، PF1
التي تلتقي عندها كل الخطوط
06.
ارسم خطّاً على امتداد أحد أطراف الشـــكل ليلاقي مستوى الصورة. إن نقطة التـــلاقي أو التقــاطع تُحدِّدْ موضع خط الارتفــاع
(Ligne des hauteurs)
07.
Plan de vision ارسم خطّاً أفقيا ًعلى مسافة مناسبة، و أعلى من خط مستوي الصورة، هذا الخط يمثل مستوى النظر أو خــــط الأفق
تسحب نقاط التلاشي و نقطة الارتفـاع إلى هذا الخط
08.
أُرسم خط الأرض* الذي يمثل المستوي الطبيعي للأرض بالمقارنة مع مستوي النظر و عادة يكون 150 سم أسفل المستوي بالنسبة للناظر. الارتفاع يختلف باختلاف وضعية الناظر أعلى أو أسفل الشكل
* (خط الأرض=ligne de terre)
09.
(P) ضع نقاط الشكل على مستوي الصورة، وذلك بوصل أطراف الشكل بالنقطة
.و تمديدها لتلاقي مستوي الصورة، أُرسم خطوط عمودية من هذه النقاط لتلاقي خط الأفق
10.
PFأنشئ أساس الشكل برسم خط من 1
إلى نقطة تقاطع خط الأرض مع خط الارتفاع، و تمديد هذا الخط ليلاقي العمودين القائمين من النقاط الأساسية للشكل، و بهذا نحصل على قاعدة الشكل في المنظور
11.
أُحصل على ارتفاع الشكل في المنظور بحيث يؤخذ من خط الأرض المرسوم منظورياً و بنفس مقياس الرسم المستعمل،
PF1 ثم صِل النقطـة الحاصـلة ﺑـ
إلى أن تتقاطع مع الخطوط العمودية القائمة من النقاط الأساسية للشكل. إن هذه الخطوط ستعطيك الخط الأعلى لمقدِّمة الشكل منظوريا
12.
PF2 و PF1 صِل مختلف الخطوط إلى
لكي يظهر الشكل جَليًِّا